منصة المعرفة للصحة الإنجابية للشباب

title her

×
text her...

العنف الإلكتروني

 

 العنف الإلكتروني

 

في العقد الأخير، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة تكنولوجية غيرت بشكل جذري طبيعة تفاعلنا وتواصلنا مع بعضنا البعض. إنها ثورة تقنية تجمع بين العالم الرقمي والاجتماعي، حيث تعدّ هذه الوسائل أدوات حيوية للتواصل والتفاعل الاجتماعي في عصر يتسم بالتقدم التكنولوجي والتواصل العالمي. تمكّننا وسائل التواصل الاجتماعي من التواصل مع أصدقائنا وأقاربنا في أقطار العالم بسهولة ويسر، وتمكيننا من مشاركة أفكارنا وآرائنا بلا قيود، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة لاكتشاف محتوى متنوع يشمل مختلف المجالات والاهتمامات.

مع زيادة انتشار واستخدام هذه الوسائل بشكل متسارع، بدأت تظهر مشكلة متزايدة الانتشار والتأثير، وهي ظاهرة العنف على وسائل التواصل الاجتماعي. يتجلى هذا العنف الرقمي في استخدام اللغة العدائية ونشر المحتوى التهديدي والإساءة عبر منصات التواصل الاجتماعي بهدف ترويع وإيذاء الآخرين، سواءً بصورة فردية أو جماعية، وتتضمن تلك التصرفات نشر الشائعات المضللة، والتجريح الشخصي، والتهديد بالعنف الجسدي والإيذاء النفسي من خلال الشتائم والتهديد بالأفعال الواقعية والتحرش والاستهزاء بالخلفية الدينية والجنسية للفرد، وغيرها من التصرفات التي تشكل تهديدًا للسلامة النفسية والجسدية للأفراد.

تتسم وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة الانتشار والوصول الواسع، مما يجعلها وسيلة فعالة لنشر العنف وتضخيمه، وتُعَزَّز هذه الظاهرة بالتعبير المجهول، حيث يمكن للفاعلين إخفاء هوياتهم وتجنب المساءلة عن أفعالهم، مما يعزز من التصرفات العدوانية، بالإضافة إلى ذلك، تساهم التفاعلات السريعة والمباشرة في تصاعد النقاشات والمشاحنات، وهذا يزيد من انتشار العنف الرقمي وتأثيره.

من الجدير بالذكر أن العنف على وسائل التواصل الاجتماعي له تأثيرات نفسية واجتماعية كبيرة على الأفراد والمجتمعات. فهو يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب والانتحار في بعض المواقف، وزعزعة العلاقات الاجتماعية، وإثارة الانقسامات بين مجموعات مختلفة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي العنف الرقمي إلى خلق بيئة سامة على الإنترنت تُقلِّص من إمكانية التواصل البناء والحوار الهادف.

لمواجهة هذه المشكلة المعقدة، يجب تبني نهج شامل يجمع بين التوعية والتشريع والتطبيق الفعلي. ينبغي زيادة الوعي بأهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول واحترام الآخرين، وتعزيز ثقافة الحوار والتعاون. من الضروري أيضًا أن تعمل منصات التواصل الاجتماعي على تطوير سياسات أكثر صرامة تنظم المحتوى وتعاقب المنتهكين للقوانين، مع تعزيز خاصية الإبلاغ عن المحتوى العدواني وتبني تدابير فعّالة لمنع انتشاره.

 

العنف على وسائل التواصل الاجتماعي

العنف على وسائل التواصل الاجتماعي يشير إلى نشر أو التعبير عن محتوى ضار أو عدواني أو مهدد للغاية عبر منصات رقمية. يمكن أن يشمل هذا المحتوى التهديدات الصريحة، وخطابات الكراهية، والتنمر الإلكتروني، والتحرش، والصور الصريحة، وأشكال أخرى من السلوك الضار الذي يمكن أن يثير الخوف أو يسبب الضرر أو الإجهاد بين الأفراد أو الجماعات عبر الإنترنت. يمكن أن يظهر هذا السلوك بطرق متعددة، مثل النصوص والصور ومقاطع الفيديو، وحتى الميمز، ويمكن أن يكون له تأثيرات في الحياة الواقعية على الأفراد المستهدفين أو المتأثرين بهذا المحتوى. (Social Media Violence, 2023).

 

أنواع العنف على وسائل التواصل الاجتماعي

يمكن تصنيف العنف على وسائل التواصل الاجتماعي إلى عدة أنواع بناءً على طبيعته وسياقه. إليك بعض أنواع العنف على وسائل التواصل الاجتماعي:

·        التنمر الإلكتروني: يشمل التنمر الإلكتروني استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الإساءة والتهديدات والشتائم والتنمر ضد الأفراد. يمكن أن يكون هذا النوع من العنف مؤذيًا للضحايا وقد يتسبب في تأثيرات نفسية سلبية.

·        العنف اللفظي والكلامي: يشمل استخدام لغة عدائية أو إساءة في التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي. قد يكون هذا في شكل تعليقات مهينة أو مسيئة للآخرين.

·        التهديدات: يمكن أن يشمل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه تهديدات ضد الأفراد، سواء كان ذلك بشكل علني أو خاص.

·        العنف العاطفي: يشمل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر العواطف السلبية والسخط والاستفزاز. قد يهدف هذا النوع من العنف إلى إحداث ضغط نفسي على الأفراد المستهدفين.

·        الترويج للعنف والكراهية: يشمل نشر المحتوى الذي يشجع على العنف أو يروّج للكراهية والتمييز ضد فئة معينة من الناس.

·        العنف الرقمي: يمكن أن يشمل الاستيلاء على الهوية الرقمية للأشخاص، ونشر المعلومات الشخصية دون إذن، وتوجيه هجمات سيبرانية أو انتهاكات أخرى للخصوصية.

·        العنف السياسي والاجتماعي: يتضمن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للهجمات والانتقادات السياسية أو الاجتماعية بشكل عدائي، وقد يؤدي إلى تصاعد التوترات والصدامات.

·        التحريض والإثارة: يمكن أن يتضمن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحريض الأفراد على القيام بأعمال عنيفة أو تحريضهم على الإثارة والشغب.

التحرش الالكتروني

 أفعال وسلوكيات تتضمن تلقي مكالمات ھاتفیة مكررة وغير مرغوب فیھا − استلام رسائل غیر لائقة او صور جنسیة − استغلال صور شخصية  والتھدید  بھا − القیام بأفعال غیر لائقة وإيحاءات جنسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي − كتابة تعلیقات ذات طابع جنسي − اختراق الخصوصیة والحسابات − طلب القیام بأفعال ذات طابع جنسي عبر فیدیو أو صور.

 

أسباب ودوافع التحرش الالكتروني

·        غياب الدور الرقابي يمكن أن نعتبره السبب الأساسي وراء مشكلة التحرش الجنسي، فكلما زادت الرقابة من الأهل كلما قلت حالات التحرش وقل تعرض الأطفال لها بشكل كبير.

·        التواصل الاجتماعي والانترنت عموما.

·        قد تكون الغيرة واحدة من دوافع التحرش الإلكتروني أيضا من أسباب التحرش الالكتروني.

·        الانتقام يعتبر أيضا.

·        قلة توعية الطفل من قبل الأهل للحدود التي يجب أن يتعامل بها الطفل مع غيره سواء من الأقارب او الغرباء، مثل المصافحة أو التقبيل وفرض بعض الأمور علیھ/ھا عن جهل ودون دراية لعواقبها.

 

الاثار النفسية الاجتماعية للتحرش الالكتروني

·        الاثار النفسية: صعوبة التركيز، انعدام الثقة بالنفس والآخرين إلقاء اللوم على الذات، اضطرابات النوم والكوابيس، أفكار انتحارية لرفض الواقع الوحدة، سلوكیات جنسية غير مرغوبة.

·        الاجتماعية: الانعزال عن الآخرين صعوبة في بناء علاقات اجتماعية، سلوكیات غیر مرغوبة العدوانية.

 

الطرق الوقائیة من التحرش الإلكتروني

·        توضیح بعض الالیات والطرق للحماية من التحرش الالكتروني.

·        المراقبة والمتابعة الدائمة من قبل الاهل ومقدمي الرعاية.

·        التوعية فيما يتعلق بالسلوكيات المرغوبة والغير مرغوبة والتي من الممكن ان تنعكس باثارها على السلوك.

·        التوعية للثقافة الجنسية لدى الشباب.

·        حملات التوعية والوقاية بالمخاطر المترتبة على التحرش الالكتروني الجنسي وكيفية استخدام التواصل الامن عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

 

 

ملاحظة: من المهم جدا التزود بأرقام حماية الاسرة والجرائم الالكترونية.

والتعرف على قانون الجرائم الالكترونية 2023 (جاءت الأسباب الموجبة لمشروع القانون أنه ونظرا للتطور السريع في مجال تقنية المعلومات الذي استوجب تجريم بعض الأفعال التي تتم بوسائل إلكترونية ومعاقبة مرتكبيها تحقيقا للردع العام والخاص، ولمواءمة القانون مع الاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات المصادق عليها من المملكة والمعايير الدولية بما يضمن مكافحة الجرائم الإلكترونية، وفقا لأفضل الممارسات المعمول بها كونها من الجرائم الخطيرة محليا ودوليا). سيتم ارفاق ملحق للقانون.

 

تأثير العنف على وسائل التواصل الاجتماعي

يمكن أن يكون عميقًا ومتعدد الجوانب على الأفراد والمجتمع بشكل عام. إليك بعض الآثار الرئيسية للعنف على وسائل التواصل الاجتماعي:

·        تأثيرات نفسية وعاطفية سلبية: التعرض المستمر للمحتوى العنيف على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات نفسية سلبية مثل زيادة مشاعر التوتر والقلق والغضب. قد يسهم في تدهور الصحة النفسية والعاطفية.

·        زيادة العدوانية والعنف: قد يؤدي التعرض المتكرر للمحتوى العنيف إلى زيادة العدوانية والسلوكيات العنيفة لدى الأفراد، خاصةً عند الشباب والأطفال الذين يكونون أكثر تأثرًا بهذا المحتوى.

·        تأثير على القيم والتصورات: يمكن أن يؤثر العنف المصور على وسائل التواصل الاجتماعي على تشكيل القيم والتصورات لدى الأفراد، وقد يؤدي إلى تشجيع تقبل العنف والعدوانية كجزء من الحياة اليومية.

·        تأثير على العلاقات الاجتماعية: قد يؤدي العنف المصور على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تفاقم التوترات والصراعات بين الأفراد وحتى المجتمعات. قد يؤثر على العلاقات الشخصية والاجتماعية.

·        تأثير على تطور الشباب والأطفال: يمكن أن يؤثر العنف المصور على وسائل التواصل الاجتماعي على تطور الشباب والأطفال، وقد يؤثر على تكوين قيمهم واتجاهاتهم ويؤثر على تصوراتهم عن العالم.

·        تأثير على السلوك الاجتماعي: قد يتسبب العنف المصور على وسائل التواصل الاجتماعي في تأثيرات سلبية على سلوكيات الأفراد في المجتمع، وقد يزيد من احتمالية التوجه نحو العنف والسلوكيات العدوانية.

·        تأثير على الصحة البدنية: العنف المصور على وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤثر غير مباشرة على الصحة البدنية من خلال زيادة مستويات التوتر والقلق، مما قد يؤثر على الجسم بشكل عام.

·        تأثير على الثقافة والمجتمع: قد يؤدي العنف المصور على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تشكيل وتغيير القيم والثقافة في المجتمع، ويمكن أن يؤثر على الأفكار والمعتقدات الجماعية.

 

يجب على الأفراد والجهات المعنية أن يكونوا على دراية بالآثار السلبية للعنف على وسائل التواصل الاجتماعي وأن يعملوا على توجيه الاستخدام بشكل آمن ومسؤول، والعمل على تعزيز المحتوى الإيجابي والبناء على هذه المنصات.

 

كيفية التعامل مع العنف على وسائل التواصل الاجتماعي

هناك خطوات واستراتيجيات يمكن اتباعها للتعامل مع العنف على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال. إليك بعض النصائح والإجراءات:

·        التوعية والتثقيف: تعرف على ما يعنيه العنف على وسائل التواصل الاجتماعي وكيف يظهر. قد يكون من المفيد قراءة المقالات والأبحاث والدراسات المتعلقة بالموضوع لفهم آثاره وكيفية التعامل معه.

·        التحكم في المحتوى المعروض: قم بمراجعة وتقييم المحتوى الذي تتفاعل معه على وسائل التواصل الاجتماعي. ابتعد عن المحتوى العنيف والمؤذي وأفضل المحتوى الإيجابي والبناء.

·        تقليل التعرض: قم بتقليل التعرض للمحتوى العنيف بتقليل وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي أو تقييد نوعية المحتوى الذي تتفاعل معه.

·        التبليغ والتبليغ عن المحتوى العنيف: في حال رؤية محتوى عنيف أو مخالف على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك استخدام خيارات التبليغ المتاحة للإبلاغ عنه للمنصة.

·        الحوار البناء: إذا كنت تواجه تعليقات عنيفة أو محتوى سلبي، حاول التعامل معها بشكل هادئ وبناء، وتجنب الاشتباكات والتصاعد.

·        تعزيز المحتوى الإيجابي: شارك المحتوى الإيجابي والبناء على وسائل التواصل الاجتماعي. قد تكون مشاركاتك في نشر الخير والإلهام مفيدة للآخرين.

·        إعداد قائمة متابعة صحية: اختر من تتابعه بعناية وتراجع قائمة المتابعين الخاصة بك بشكل دوري لضمان أنك تتواصل مع أشخاص وحسابات إيجابية وملهمة.

·        تعزيز الوعي: شارك مع الآخرين مخاوفك بشأن العنف على وسائل التواصل الاجتماعي وأهمية التعامل معه بشكل صحيح.

·        التوقف عن المشاركة في العنف: إذا كنت تلاحظ أنك تشارك أو تنشر محتوى عنيف على وسائل التواصل الاجتماعي، حاول التوقف عن هذا السلوك وتفادي تكراره.

·        الدعم النفسي والاجتماعي: إذا كنت تشعر بتأثيرات سلبية نتيجة للعنف على وسائل التواصل الاجتماعي، لا تتردد في طلب الدعم من الأصدقاء والعائلة أو اللجوء إلى مساعدة محترفين في مجال الصحة النفسية.

من المهم التذكير بأن التعامل مع العنف على وسائل التواصل الاجتماعي يتطلب صبرًا ووعيًا، وقد تحتاج إلى تعديل عاداتك وسلوكياتك لضمان تجربة إيجابية وصحية على الإنترنت.

 

التوصيات والإجراءات التي يمكن اتباعها للتعامل مع والحد من العنف على وسائل التواصل الاجتماعي

·        تعزيز الوعي والتثقيف

 قم بتوعية نفسك والآخرين حول تأثيرات العنف على وسائل التواصل الاجتماعي والطرق التي يمكن من خلالها التعامل معه.

قدم محتوى توعوي عبر منشوراتك ومشاركاتك على وسائل التواصل الاجتماعي لتوعية المتابعين بأهمية الحد من العنف الرقمي.

·        التثقف على التقنيات والخصوصية

تعلم كيفية استخدام خيارات التحكم في الخصوصية على منصات التواصل الاجتماعي لتقليل التعرض للمحتوى العنيف.

قم بتعلم كيفية تقييد مشاركات ومحتوى معين من الظهور في خلاصتك أو تغذيتك.

·        التقليل من التعرض للمحتوى العنيف

قم بمراجعة قائمة المتابعين والصفحات التي تتابعها وتأكد من أنها تقدم محتوى إيجابي وبناء.

قلل من مشاهدة الفيديوهات والمحتوى العنيف على وسائل التواصل الاجتماعي.

·        التبليغ عن المحتوى العنيف

في حال رؤية محتوى عنيف، استخدم خيارات التبليغ المتاحة للإبلاغ عنه للمنصة.

قد تساهم بذلك في إزالة المحتوى العنيف والحد من انتشاره.

·        المشاركة بمحتوى إيجابي

قم بمشاركة المحتوى الإيجابي والبناء على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل القصص الملهمة والمواضيع المفيدة.

·        التفاعل بشكل إيجابي

قم بالتفاعل مع الآخرين بشكل إيجابي ومحترم، حتى في حالة التعليقات النقدية.

·        تعزيز التوجه الاجتماعي الإيجابي

دعم وتعزيز الحملات والمبادرات التي تسعى إلى تعزيز السلوك الإيجابي والتوجه الاجتماعي البناء.

·        التواصل مع الأطفال والشباب

إذا كنت والدين أو معلمًا، قم بمناقشة مخاطر العنف على وسائل التواصل الاجتماعي مع الأطفال والشباب وتوعيتهم حول كيفية التعامل معه.

·        الدعم النفسي والاجتماعي

  قد يكون من الضروري طلب الدعم من أصدقاء أو محترفين في حالة تأثرك بالعنف على وسائل التواصل الاجتماعي.

·        دعم الجهود المجتمعية

 انضم إلى مبادرات وحملات المجتمع المحلي التي تهدف إلى تعزيز الوعي بمخاطر العنف على وسائل التواصل الاجتماعي والعمل على الحد منه.

للمزيد والاستفادة ادخل الموقع أدناه (الحماية على الانترنت):

 

https://www.safeonline.jo/Default/Ar